• 123456789
  • Cairo

حوار الإعلاميين

 

 

حوار الإعلاميين  السودانيين     \٤\٢٠٢٤

بأسمي شخصيا وبالنيابة عن مؤسسة عافر أتوجه إليكم بكل التحية والتقدير للجميع ، أولا علي الحرص علي تلبية الدعوة والمشاركة الفاعلة  ، التي عكست تنوع الحضور الذي يكاد يعكس كافة أطياف المجتمع السوداني ( وفي الحد الأدني  أغلبية كبيرة من تلك الأطياف ). وثانيا علي الحرص الشديد الذي أبديتموه جميعا علي احترام قواعد ومبادئ الحوار التي عكست الاحساس بالمسئولية الوطنية، كما عكست التقدير الدقيق لطبيعة اللحظة وعمق الأزمة التي تمر بها السودان والاحتياج الكبير للوصول الي تفاهمات والتوافق علي الحد الأدني المطلوب للحفاظ علي وحدة الوطن وحمايته من الانجراف نحو هاوية الانهيار التي يصعب بعدها أي عودة.

لقد اثبت لقاءكم الذي استمرّ حوالي ٥ ساعات،  تحت عناوين الحوار التعايش فرص قبول الآخر مجموعة من النقاط لهامة التي يجب التأكيد عليها وتأملها بإمعان وهي:

 أنه  رغم التباين في الرؤي لطبيعة الأزمة السودانية الراهنة وفي جذورها والأسباب المباشرة التي فجرت الصراع الدائر حالياً فإن هناك حاجة للتأكيد علي

الحرص علي وقف الاقتتال وانهاء الحرب فورا.

ضرورة حماية أرواح وممتلكات المدنيين في جميع ربوع السودان.

 أهمية محاسبة مرتكبي الجرائم وعدم السماح للإفلات من العقاب.

أن السبيل الوحيد الآمن والذي يحقق مصالح الشعب السوداني بالدرجة الأولي هو الحوار وليس الاحتراب.

ضرورة بذل كل الجهود لوقف الخطابات التي تؤدي الي كراهية الاخر، والتي تغذي نيران التعصب والتي تؤدي الي العنف بكل صوره وتهدد النسيج الاجتماعي السوداني ،بما قد يسفر عنه ذلك عن تفكيك للوطن . 

الوعي بأن العنصر الخارجي، سواء اقليميا أو دولياً، حاضر في المشهد السوداني بقوة، وأنه يشكل أحد اسباب تأجيج الصراع والسعي لاستمراريته.

ان احلال السلام في السودان يحتاج الي تضافر كل الجهود السودانية وان ذلك يحتاج الي تضحيات وتقديم تنازلات من قبل جميع الأطراف ( ولكن بالطبع مع إعمال قواعد ومبادئ لمحاسبة لممارسي الإنتهاكات الجسيمة ). 

هذا وقد تناولت مداخلات المتحدثين الرئيسيين خلال الحوار ، بعض الخبرات العلمية  الإقليمية والعالمية بشأن  فرص إنهاء الصراعات وترميم المجتمعات والتوافق السياسي وهي التي  قدمها  ا. أمل مختار، د. عمرو الشوبكي، د. زحل الأمين، د. أبو القاسم جور، ود أماني الطويل  وذلك تحت العناوين والمحاور التالية : 

حول مفهوم وتجارب تطبيق العدالة الانتقالية في عدد من دول العالم.

حول مفهوم وتجارب عمليات التحول الديموقراطي في عدد من التجارب،  وبلورتها في مراحل ما بعد انتهاء الأزمات، سواء بعد الثورات او الانتفاضات او القضاء علي نظم سياسية ومحاولة التأسيس لنظم جديدة وبالتأكيد ما بعد الصراعات العنيفة التي تصل الي مستوي الاحتراب الداخلي.

واخيراً تم التعرض لمفهومي القانون الدولي الانساني و القانون الدولي لحقوق الانسان وتطبيقاتهم وخاصة ما بعد الحروب وبعد انتهاء الأزمات الكبري.

كما شملت تدخلات المشاركين طرح عدد من المحاور منها

حالة وقدرات النخب المدنية بشأن متطلبات  عمليات التحول الديموقراطي بعد نجاح الثورات والانتفاضات الشعبية في الإطاحة بالحكم العسكري ( ٣ مرات في الخمسين سنة الفائتة ).

طبيعة تفاعلات المكون العسكري مع حالة التطلع الشعبي نحو التحول الديمقراطي

مدي القدرة  الموضوعية علي الإنتقال لمراحل التغيير الجذري للنظام الفائت بجميع مكوناته، دون المرور بمراح انتقال حقيقية  وفترات تمهد للتحول نحو الديموقراطية.

 مدي إمكانية  وقدرة الإعلاميين في ظل الأزمة الحادة التي تمر بها البلاد، ان يتحرروا من الاستقطاب السياسي والجهوي وان يذهب خطابهم نحو المهنية وتغليب مصلحة الوطن علي اي مصالح اخري ؟ 

هل يمكن للإعلاميين ان يقدموا خطابا يتجاوز الاستقطاب ويطرح مشروع يشكل محاولة لعبور الأزمة  علي المستويين السياسي والاجتماعي ؟ 

ما هو دور الحوار في تذليل العقبات الكبري الناتجة عن أزمة الثقة الكبيرة بين جميع الأطراف. وهل يمكن للإعلاميين ان يشكلوا طرف وطني يساهم في ادارة عملية الحوار تلك بحيادية ومهنية تعلوا علي اي انتماءات اخري ؟ 

ضرورة للانتقال من مراحل تشخيص الأزمة الي مرحلة تقديم الاقتراحات والأفكار الايجابية التي يمكن البناء عليها.

التأكيد علي فكرة العمل بجدية علي اتخاذ كافة التدابير مستقبلا لمنع تكرار ما حدث وما يحدث حتي الان من إنتهاكات لقانون الأمن الإنساني

أهمية العمل بجدية علي وقف خطابات الكراهية المتبادلة والتي تؤجج من وطيس الصراع وتحرض علي العنف وعدم قبول الآخر. 

تبني خطاب المصلحة المشتركة  والفرص المستقبلية وتفعيله علي الارض هو احد صمامات الامان للتصدي لخطاب الكراهية. 

إمكانية  تبني وتقديم خطاب سوداني – سوداني، يبور ملامح مشروع وطني يأخذ بعين الأعتبار الظروف المحلية و يعلي من مصلحة السودان شعبا وأمة علي باقي المصالح ؟  

 

كما تناول المتحدثين عدد من القضايا الهامة ذات التأثير مثل : 

الغياب المؤسسي للحضور الإعلامي السوداني نتيجة للشتات ولاسباب اخري.

تأثر الإعلاميين برؤية المؤسسات التي يعملون لحسابها علي خطابهم وتوجهاتهم.

كذلك طرح سؤال هل الإعلاميين منتجين للخطابات ام مجرد مروجين لخطابات يتم إنتاجها بعيدا عنهم ؟ 

تأثير العامل الخارجي في الشأن السوداني. 

أهمية إعمال مبدأ الحقيقة والمصالحة. 

 أهمية بلورة قضايا وإشكاليات تأسيس الدولة السودانية والأطر المناسبة لها وحالة التوافق حيث طرحت أفكار بشأن أشكال النظام السياسي المناسب كما تم طرح   اشكالية النظم الانتخابية وأثرها علي مصداقية التمثيل ومدي تحقيقه لحالة الاستقرار السياسي  في أفريقيا عموما وفي السودان علي وجه الخصوص. 

المخرجات : 

مهما كانت بشاعة الجرائم التي ارتكبها هذا الطرف او ذاك في الصراع الدائر في السودان والممتد منذ ما يقرب من عام حتي الآن، فإنه لا سبيل لعبور تلك الأزمة والحيلولة دون الوصول لمنزلق الانهيار ومرحلة اللا عودة إلا بالوقف الفوري للقتال والجلوس الي مائدة التفاوض.

ان ما آلت اليه الأمور في السودان والجرائم والبشاعات التي ارتكبت، لا تعني استحالة الوصول لحلول ولا تعني استحالة تطبيق مبادئ العدالة الانتقالية بما في ذلك المحاسبة وجبر الضرر وايضاً التسامح ( ولكن ليس مع مرتكبي الجرائم بشكل مباشر والثابتة ضدهم تلك الجرائم عبر التحقيقات العادلة ).

لا توجد وصفات ثابتة سواء لتطبيقات العدالة الانتقالية أو لتطبيقات مفهوم التحول الديموقراطي بعد انتهاء الأزمات، فلكل شعب ولكل بلد خصوصيته، تلك الخصوصية التي ستفرض النموذج الذي يناسبه.

من الأهمية بما كان التوعية بتفعيل مبدأ البحث عن المصالح المشتركة خصوصا علي الصعيد الاقتصادي  كصيغة عملية لنبذ الكراهية والتصدي لكافة أشكال العنف والتعصب ضد الآخر.

مهما طال أمد الصراع سيتوقف وينتهي يوما، والسؤال الهام هو ماذا نحن فاعلين في اليوم التالي لانتهاء تلك الصراعات الدموية، وقبل ذلك هل يمكن لنا ان نلعب دورا في تقريب يوم انتهاء ذلك الصراع الدموي العنيف وفي تخفيف آلام الشعب السوداني وتضميد جروحه التي تزداد يوما بعد يوم ؟ 

التوصيات : 

أولاً : التمسك بعملية التشاور والحوار الراهن  والعمل علي استمراريته واستدامته والمحافظة عليه والتعامل معه كنواة لضم آخرين اليه ، وجعله يتسع لجميع الإعلاميين السودانيين المؤمنين بأن السودان ومصالحه العليا، شعباً ووطناً تعلو علي أي مصلحة ضيقة أو فئوية أخري.

ثانياً : تم طرح إقتراح أن يتخذ الشكل الحالي مسمي ” اللجنة التحضيرية المؤقتة للإعلاميين السودانيين ” لكي يمارس ذلك الجمع مهامه من خلالها وان تستمر مؤسسة عافر ” لأسباب لوجستية وعملية بحتة ” في تقديم يد العون والمساندة لذلك التجمع.

ثالثا : أن تقوم د. زحل  الأمين وا. عمار عوض  بإعداد مسودة إعلان مبادئ تضع القيم والقواعد المنظمة التي يتفق عليها ذلك الجمع لتسيير أعماله، علي ان تطرح المسودة علي الجروب المنتمي اليه ذلك الجمع علي الواتس آب لمناقشته وتطويره بشكل جماعي.

رابعاً : يتم التحضير للقاء ثاني لمواصلة ومتابعة ما توصلنا اليه في اللقاء الأول، علي ان يتفضل اعضاء الجروب بتقديم مقترحاتهم الخاصة بجدول أعمال اللقاء القادم وموعده، علي ان يعقد اللقاء بعد التشاور حول برنامجه وبعد الانتهاء من جميع الأعمال التحضيرية الاخري.